طوال حياتي، لم أشعر بالخوف من أحد. مهما كانت الظروف، ومهما واجهت من مواقف صعبة، كنت دائمًا أجد في نفسي الشجاعة لمواجهة كل شيء. الخوف لم يكن جزءًا من شخصيتي، ربما توترت في مواقف معينة، لكن هذا لم يكن خوفًا، بل مجرد لحظة قلق طبيعية يتعرض لها الجميع.
لكن رغم هذه القوة الداخلية التي أمتلكها، هناك شخص واحد فقط أشعر برهبة حقيقية تجاهه: والدي. ليست رهبة خوف أو قلق، بل هي رهبة احترام، رهبة حب، رهبة تجعلني أفكر ألف مرة قبل أن أنطق بكلمة أمامه. والدي ليس مجرد أب، بل هو مثال للقوة والحكمة، والشخص الذي أراه دائمًا مصدر إلهام لي.
وجوده في حياتي هو أكبر نعمة. تلك النظرة الحادة في عينيه حين يوجهني، أو الكلمة التي يقولها لي بحزم، تحمل في أعماقها حبًا لا يمكن قياسه. أبي علمني أن الهيبة لا تعني التخويف، بل تعني الاحترام الذي ينبع من الثقة والحب العميق.
أحيانًا أفكر في سر هذه الهيبة التي أشعر بها تجاهه، وأدرك أن السبب هو أنه كان دائمًا ذلك الجبل الذي استندت عليه في حياتي. مهما كان الأمر صعبًا، كنت أعرف أن والدي موجود، وأن نصيحته أو توجيهه سيكونان دائمًا في مصلحتي.
الهيبة التي أشعر بها تجاه أبي ليست ضعفًا، بل هي أكبر دليل على محبتي له. إنها تذكرني بأن هناك أشخاصًا في حياتنا لا يمكننا أن نساويهم بأحد، أشخاصًا يحملون معنى مختلفًا لا يمكن تفسيره بالكلمات.
في الختام، الهيبة ليست خوفًا، بل هي انعكاس للحب والاحترام الذي نحمله في قلوبنا تجاه من يستحقونه. بالنسبة لي، والدي هو الاستثناء الوحيد في حياتي، الشخص الذي أهابه بكل حب وامتنان، وأدعو الله دائمًا أن يبقيه سندًا لي ولعائلتنا.