الصمت هو لغة لا يفهمها الجميع، ولكنه بالنسبة لي لغة تحمل في داخلها عمقًا لا يُضاهى. أحيانًا أجد نفسي أختار الصمت عمدًا، ليس هروبًا من الحديث أو النقاش، بل لأنه يمنحني مساحة ثمينة للتأمل والراحة بعيدًا عن صخب العالم وضجيج البشر.
الصمت جميل جدًا، وأجمل ما فيه أنه لا يحتاج إلى تفسير. أحيانًا أكتفي بالإشارة للتواصل مع من حولي، وأستطيع أن أمضي ساعات طويلة دون أن أنطق بكلمة. في تلك الساعات، أجد نفسي أغوص في أعماقي، أفكر، أرتب أفكاري، وأكتشف أمورًا ربما لم أكن أعيها من قبل.
لكن الصمت بالنسبة لي ليس مجرد هدوء، بل هو فرصة للتأمل والتفكر في عظمة الله سبحانه وتعالى. عندما أجلس في هدوء تام، أرى كيف أن الصمت نفسه هو نعمة، وكيف أن الكون من حولنا يشهد على عظمة الخالق. في تلك اللحظات، أنظر إلى تفاصيل الطبيعة، أتمعن في السماء، الأشجار، وحتى في نفسي، وأشعر بقدرة الله التي لا حدود لها.
التفكر بالله في لحظات الصمت يجعلني أعيش لحظات من السلام الداخلي والامتنان. أستحضر كيف أن كل شيء من حولنا هو جزء من صنع الله المتقن، وكيف أن الصمت يمكن أن يكون وسيلة للتقرب إليه والتأمل في قدرته وحكمته.
أحب الجلوس في مكان هادئ بعيد عن الإزعاج. تلك اللحظات تكون أشبه باستراحة من زحام الحياة، حيث يمكنني سماع صوت أفكاري بوضوح. الصمت بالنسبة لي ليس فقط غياب الصوت، بل هو وجود السلام الداخلي الذي أحتاجه بين حين وآخر.
في الختام، ربما لا يفهم البعض أهمية الصمت، لكنني أؤمن أنه أحيانًا أكثر بلاغة من أي كلمات. في الصمت أجد نفسي، وأكتشف العالم من حولي، وأشعر بقرب أكثر من الله سبحانه وتعالى. إنه ليس هروبًا، بل هو لقاء خاص مع النفس وفرصة لتقوية إيماني.