قبل ثلاثة قرون، تأسست إحدى أعظم الدول عبر التاريخ، حيث بدأت مسيرة المجد بقيام الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ (1727م). لم يكن هذا مجرد تأسيس لدولة، بل كان بداية لعهد من الوحدة والاستقرار في الجزيرة العربية، واستمرت هذه المسيرة رغم التحديات حتى أصبحت المملكة العربية السعودية اليوم واحدة من أبرز الدول في العالم.
1. الدولة السعودية الأولى (1139هـ – 1233هـ / 1727م – 1818م): البداية والتوسع

في عام 1139هـ (1727م)، أسس الإمام محمد بن سعود – رحمه الله الدولة السعودية الأولى في الدرعية، وسط أوضاع غير مستقرة في الجزيرة العربية، حيث كانت تعاني من التفرق والصراعات القبلية. تحالف الإمام محمد بن سعود مع الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله لنشر الاستقرار السياسي والديني، مما عزز قوة الدولة الجديدة. توسعت حدود الدولة، وازدهرت التجارة والزراعة، وأصبحت الدرعية مركزًا للحكم. لكن هذه القوة لفتت انتباه الدولة العثمانية، التي أرسلت حملة بقيادة إبراهيم باشا للقضاء عليها. في 1233هـ (1818م)، سقطت الدرعية، وانتهت الدولة السعودية الأولى، لكن الفكرة لم تمت.
2. الدولة السعودية الثانية (1240هـ – 1309هـ / 1824م – 1891م): إعادة التأسيس والاستمرار
بعد سقوط الدرعية، لم يتوقف السعوديون عن السعي لاستعادة دولتهم. في عام 1240هـ (1824م)، تمكن الإمام تركي بن عبدالله – رحمه الله من استعادة الحكم، وأسس الدولة السعودية الثانية، وجعل الرياض عاصمة جديدة. استمرت الدولة في تحقيق الاستقرار، لكن الخلافات الداخلية والصراعات على الحكم بين أبناء الأسرة الحاكمة أثرت عليها، حتى انتهت بسقوط الرياض في يد آل رشيد عام 1309هـ (1891م).

3. الدولة السعودية الثالثة (1319هـ – حتى اليوم / 1902م – حتى اليوم): توحيد المملكة

بعد سنوات من النفي، عاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله مع رجاله في 5 شوال 1319هـ (15 يناير 1902م)، وقاد حملة لاستعادة الرياض، وكان هذا الحدث نقطة التحول في تاريخ المملكة. بدأ الملك عبدالعزيز في توحيد المناطق المختلفة، واستطاع بعد سنوات من الكفاح أن يوحد نجد، الحجاز، والأحساء، ليعلن في 21 جمادى الأولى 1351هـ (23 سبتمبر 1932م) قيام المملكة العربية السعودية. منذ ذلك اليوم، دخلت المملكة عصرًا جديدًا من التطور والازدهار.
4. السعودية اليوم: رؤية للمستقبل
بعد عقود من النمو والنهضة، أصبحت المملكة العربية السعودية اليوم واحدة من أقوى الدول اقتصاديًا وسياسيًا في العالم. بفضل القيادة الحكيمة والقرارات الاستراتيجية، تشهد البلاد تطورًا هائلًا في مختلف المجالات، بما في ذلك التكنولوجيا، والصناعة، والتعليم، والاقتصاد.
إحدى أهم المبادرات التي تعكس مستقبل المملكة هي رؤية السعودية 2030، التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله، والتي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط، والاستثمار في المجالات التقنية، والسياحة، والطاقة المتجددة. هذه الرؤية مشروع حضاري شامل يسعى لجعل المملكة مركزًا عالميًا للابتكار والتقدم.
كما شهدت المملكة قفزات كبيرة في مجال البنية التحتية، حيث تم تنفيذ مشاريع ضخمة مثل نيوم، والقدية، ومشروع البحر الأحمر، وهي مشاريع تهدف إلى تعزيز السياحة والترفيه، وخلق فرص اقتصادية جديدة. كذلك، هناك استثمار كبير في التعليم والبحث العلمي، حيث يتم إرسال آلاف الطلاب للدراسة في أفضل الجامعات العالمية، ليعودوا ويساهموا في نهضة الوطن.
أما في مجال الطاقة والاستدامة، فالمملكة تقود مبادرات كبرى، مثل مبادرة السعودية الخضراء، التي تهدف إلى الحد من انبعاثات الكربون، والتوسع في مشاريع الطاقة الشمسية والرياح، مما يجعل السعودية لاعبًا رئيسيًا في مجال الطاقة المتجددة.
كل هذه الإنجازات تؤكد أن المملكة ليست فقط وريثة تاريخ عريق، بل هي أيضًا دولة حديثة ومتطورة، تتطلع إلى مستقبل أكثر ازدهارًا واستدامة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله.






الخاتمة
اليوم، وبعد أكثر من 300 عام على تأسيس الدولة السعودية الأولى، أثبتت المملكة أنها دولة قوية ومتجددة، قادرة على مواجهة التحديات والتطور المستمر. منذ أن وضع الإمام محمد بن سعود – رحمه الله – حجر الأساس في الدرعية، وحتى اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله، تستمر المملكة في كتابة فصول جديدة من النجاح والتقدم.
لم تكن هذه المسيرة سهلة، بل كانت مليئة بالتحديات والتضحيات، لكن بفضل الله أولًا، ثم بفضل القيادة الحكيمة، والإرادة الصلبة، والتلاحم بين الشعب وقيادته، أصبحت المملكة نموذجًا يُحتذى به في الوحدة، والقوة، والطموح. واليوم، برؤية طموحة وخطط مستقبلية راسخة، تقف المملكة العربية السعودية عند منعطف جديد، حيث يلتقي مجد التاريخ بإشراقة المستقبل، لتواصل مسيرتها نحو الريادة العالمية.
إن يوم التأسيس السعودي هو تأكيد على أن المملكة، التي صمدت أمام التحديات، قادرة دائمًا على التقدم والنمو، وهو يوم نفخر فيه بماضينا ونستعد لمستقبل أكثر إشراقًا.
المصادر التي استندت إليها المقالة:
سعوديبيديا. (بدون تاريخ). تاريخ المملكة العربية السعودية. تم الاسترجاع في 22 فبراير 2025
وزارة الخارجية السعودية. (بدون تاريخ). تاريخ المملكة. تم الاسترجاع في 22 فبراير 2025
دارة الملك عبدالعزيز. (2023). يوم التأسيس السعودي – دليل تاريخي. تم الاسترجاع في 22 فبراير 2025