الأَسرار المكسُورَة

لماذا توبخ هذه الأم ابنها؟

لوحة Broken Eggs (1756) للفنان جان بابتيست غروز: رمز للرمزية والعمق في القرن الثامن عشر


الأم تقف غاضبة، عيناها مشتعلة بتوبيخٍ صامت لا ينتهي.
ابنها الأكبر، يقف أمامها، سترته مفتوحة الأزرار، وكأنه يهرب من مواجهة الحقيقة. على الأرض، البيض المكسور متناثر كأنما يحكي قصةً خفية.

في زاوية المشهد، تقف الخادمة الشابة. صدرية فستانها مفتوحة قليلاً، وعيناها تنظران نحو الأرض. لا تقول شيئًا، لكن صمتها يفضح ما لا يمكن للكلمات أن تعبر عنه.

في وسط هذا المشهد، يظهر الصبي الصغير. لا علاقة له بالحادثة، لكنه يقف هناك، يداه الصغيرتان تحاولان جمع بيضة مكسورة، كأنه يسعى إلى تهدئة الأجواء وإيقاف الجدال بين الأم وابنها. لكن ما انكسر لا يمكن أن يعود كما كان.

المشهد يبدو عاديًا للوهلة الأولى، لكنه مشبع بالرمزية: الأم تصرخ، الرجل في صمتٍ مرتبك، الخادمة تخفي ألمها، والطفل يحاول عبثًا جمع شظايا شيءٍ لن يعود كما كان.

لوحة “البيض المكسور” ليست مجرد حادثة منزلية. إنها مشهدٌ يصور الخسارة، والخيانة، وحقيقة أن بعض الأشياء، حين تتحطم، تظل مكسورة إلى الأبد.

في هذه اللوحة، يستخدم الرسام الأشياء المكسورة كاستعارةٍ لفقدان شيءٍ لا يمكن استعادته: العذرية التي سرقها الرجل من الخادمة الشابة.

Subscribe
نبّهني عن
2 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
X
WhatsApp
Threads
Facebook
Print
جميع الحقوق محفوظة لمدونة تركي 2025 © - المملكة العربية السعودية
Scroll to Top